إن لم يؤجّلوا موعد الإطلاق، لكنّا اليوم في حجر منزلي.
الوقت الإضافي الذي حصلنا عليه، يجعلنا أكثر استعدادًا للمهمّة، تمامًا مثل سنة الخدمة قبل التجنيد للجيش. المزيد من المراجعات عن النظام والقواعد، المزيد من التدريبات مع الطاقم في حالات الطوارئ والمزيد من تدريبات الإنعاش على دمية طبيّة في ظروف انعدام الجاذبيّة.
تدريب مع طاقم 4 - كجزء من الاستعدادات، شاركنا لمدّة خمس ساعات في تمرين داخل محاكي محطّة الفضاء، وبتركيبة كاملة مكوّنة من 10 روّاد فضاء. شارك في التدريب أربعة أعضاء من طاقم ناسا - Crew4 - ومثّل الطاقم الروسي مرشدان منّا. ساعدنا بعضنا البعض في العمل والمهام الجارية أيضًا وليس فقط في حالات الطوارئ. ومن أنهى مهمّته قبل الوقت، تجوّل بين بقيّة أعضاء الطاقم لتقديم المساعدة للبقيّة، سواءً من خلال قراءة مخطّط العمل، التصوير أو التنسيق من خلال الاتّصال مع مركز المراقبة في هيوستن
.
Crew4، البعثة المهنيّة من ناسا، من المتوقّع أن تنطلق إلى المحطّة في تاريخ 15 نيسان 2022، أيّ بعد عودتنا بخمسة أيّام، على متن المركبة الفضائيّة سبيس X أيضًا، بما في ذلك ثلاثة روّاد فضاء من ناسا، ومن بينهم قائدة الطاقم الإيطاليّة سمانتا كريستوفورتي وهي رائدة فضاء وخبيرة المهمّة، ممثّلة وكالة الفضاء الأوروبيّة ESA. من المتوقّع أن يمكثوا في المحطّة لمدّة نصف
عام.
كلّ الاحترام للمدرّبة المخضرمة - حالفنا الحظّ لنكون الطاقم الأخير الذي يتدرّب تحت إشراف شون، المرشدة الرئيسيّة في ناسا لحالات الطوارئ. اختتمنا معها حلقة متواصلة، والتي درّبت خلالها عشرات طواقم الفضاء. أقيم تدريبنا في يوم عملها الأخير قبل التقاعد. تقديرًا لخبرة هذه المرأة المميّزة، أقمنا حفل وداع رمزيًا وقدّمنا لها شعار مهمّة AX1 لتعليقه على حائط المنشأة، إلى جانب عشرات الشعارات الأخرى لمهام الفضاء التي انطلقت قبلنا وعادت بسلام، بعد أن تلقّت التدريبات من شون.
زيارة قصيرة إلى البلاد - للقاء الأصدقاء والعائلة، والأهمّ من ذلك - لبعث النشاط والحيويّة والطاقة في الوالدة ألمى، التي بلغت من العمر 96 عامًا. إنّها متأثّرة جدًا من الإطلاق، وتنتظر عودتي من هناك على أحرّ من الجمر. كما وعملنا مع طاقم "ركيع" الرائع، والذي بدأ في التجربة الفنيّة من خلال زيارة لمعرض الفضاء الخاص بطلبة كليّة شنكار. اطّلعنا على أفكار مثيرة وإبداعيّة، بما في ذلك تصميم حيّز خاص لرائد الفضاء، وتسليط الضوء على براعته ومهاراته وعلاقتها بعالمه الداخلي. قامت ميراف وبقيّة أعضاء الطاقم بطرح خطّة العمل للفترة القريبة حتى لحظة الإطلاق، وخلال أيّام المهمّة في المحطّة. استعرضنا التحدّيات التي تقف في طريقنا. من الرائع أن نرى كلّ المركّبات والجوانب المختلفة لمهمّة ركيع تندمج جميعها في مشروع واحد متكامل، متنوّع ومتعاون.
اليوم، وضعوا على يدي Acti-watch - وهي ساعة تقيس المؤشّرات الحيويّة، لتجربة "النوم في الفضاء" لفحص زمن وجودة النوم. وأخيرًا، أصبحت أشعر أنّي فأر تجارب...
مع فائق تقديري،
إيتان
